الجمعة، 25 مارس 2011

هل فتح المجلس الوطني في بنغازي باب الاتصال مع إسرائيل؟



نهار الجمعة 4 آذار استقل (برنار هنري ليفي) رحلة إلى بنغازي حولته من مراسل عادي إلى فاعل مقرر في الدبلوماسية العالمية.
كتب نضال حمادة
قد يبدو عنوان موقف الجمعة لهذا الأسبوع قويا في طرح السؤال، ولكن يحق لكل مواطن عربي يتعاطف مع الثوار في ليبيا ضد القمع الدموي الذي يمارسه الجلاد معمر القذافي، أن يطرح مثل هذا السؤال، خصوصا وأننا غياري على ثورة الشعب الليبي وعلى دماء الشهداء من أبناء هذا الشعب المضحي والمقدام والذي لا شك بأنه من أشد العرب عداءً لإسرائيل. وسؤالنا هذا يأتي على خلفية الكشف عن زيارة قام بها إلى مدينة بنغازي الليبية احد اكبر عتاة الصهيونية في فرنسا وأوروبا، المدعو (برنارد هنري ليفي)، وما يزيد من شكوكنا وقلقنا من أن هذا الصهيوني الكبير التقى مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي بحسب ما ذكرت الصحف الفرنسية وما أكده هو أيضا. وقد بلغ الأمر بصحيفة (لوفيغارو) الواسعة الإطلاع  القول أن (برنارد هنري ليفي) هو الذي أقنع الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) بالتدخل الحاسم في مجلس الأمن وفي العمل العسكري لإسقاط معمر القذافي. ومن الشكوك أيضاً أن تكون زيارة ليفي قد تمت بعلم القاعدة الشعبية للثوار الليبيين لاسيما المقاتلين منهم.
 ورغم أن صحيفة (لوفيغارو) إستفاضت في رواية زيارة (ليفي) لبنغازي وأصبغت عليها صفات البطولة  لكنها تجنبت الكلام عن أي أمر قد يشير إلى فتح تواصل ما بين إسرائيل والمجلس الوطني الانتقالي في المدينة الليبية. من جهة أخرى، فأن معلومات وصلت إلينا من مصادر في المعارضة الليبية في فرنسا، ومن ناشطين عرب في حقوق الإنسان يتابعون الشأن الليبي عن كثب هذه الأيام، كشفت لنا أن هذا الإتصال تم على مستويات عالية وجدية ولها باع طويل في مجال العلاقة مع تل أبيب.
رواية (لوفيغارو) الفرنسية تقول: نهار الجمعة 4 آذار  استقل (برنار هنري ليفي) رحلة حولته من مراسل عادي إلى فاعل مقرر في الدبلوماسية العالمية. وتضيف الصحيفة أن ( ليفي) بعد أن أمضى وقتا طويلا أمام مبنى المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي يبحث عن 
الناطق الرسمي باسم المجلس (مصطفى عبد الجليل) تمكن من الوصول إلى فيلا الأخير الذي كان وزير العدل في نظام القذافي وأصبح الزعيم السياسي للثوار الليبيين. فخلع ليفي سترة الصحفي وانتقل مباشرة إلى العمل الدبلوماسي الموازي والسري وذلك عندما استقبله عبد الجليل محاطا بأعضاء حكومته.
وبعد مدحه الثورة الليبية، قدم (ليفي) دعوة للمجلس لزيارة فرنسا واعدا أعضاءه بإيصالهم إلى قصر الإليزيه. وتتابع الصحيفة تقريرها بالقول: مساء ذلك اليوم تمكن ليفي عبر جهاز هاتفه الموصول بالأقمار الصناعية من التواصل مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسأله : هل ترضى استقبال (مسعوديي) ليبيا في إشارة الى (الأفغاني أحمد شاه مسعود الذي قاتل حركة طالبان قبل أن يتم اغتياله). 

الرئيس الفرنسي وافق فوراً، تقول الصحيفة، مضيفة أنه عند الساعة العاشرة من صبيحة يوم الخميس في 10 آذار/مارس، إستقبل الرئيس الفرنسي (برنار ليفي) يرافقه ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني الإنتقالي في بنغازي، وكان إلى جانب الرئيس مستشاره (جان دافيد ليفيت) "عراب القرار 1559" حيث أخبرهم ساركوزي بأن فرنسا تعترف بالمجلس كممثل شرعي لليبيا.
مصادر ليبية معارضة في باريس، إضافة إلى مصادر موثوقة من جمعيات عربية وفرنسية تتابع الحرب في ليبيا، أخبرتنا تفاصيل لم تنشرها الصحافة الفرنسية حول كيفية وصول (ليفي) إلى بنغازي وعن الرجل الذي أوصله. وبحسب مصادرنا، فإن شخصاً يدعى (محمود جبريل) أوصل (ليفي) إلى بنغازي وجمعه مع (مصطفى عبد الجليل). وجبريل هذا هو مسؤول سابق في جهاز الأمن الليبي أوكله العقيد معمر القذافي بمهمة الاتصال بإسرائيل وقد قام الرجل بالمهمة لسنوات طويلة لصالح القذافي قبل أن ينضم إلى صفوف الثوار ويقدم خدماته لهم في نفس المجال. المصادر تصف (محمود جبريل) برجل من الصف الأول، وبأنه يتمتع بعلاقات واسعة مع جهات قوية في إسرائيل سخّرها في التواصل بين القذافي والصهاينة، وهو اليوم يسخرها في بناء تواصل مريب وغير مفهوم بين المجلس الإنتقالي في بنغازي والصهاينة.
 
بعض المصادر الفرنسية المقربة من اللوبي الكاثوليكي قالت لنا إن لإسرائيل رجال يطلق عليهم لقب "الإلكترونات الحرة" و(برنارد ليفي) أحد هذه الإلكترونات التي تحركها إسرائيل في أوقات الأزمات التي لا تريد أن تظهر فيها بشكل مباشر. فيما علق موقع (الدفاع. اورغ - وقد عرّف فيه ليفي باسم BHL) العسكري والقريب من اليمين المسيحي على زيارة (برنارد ليفي) لبنغازي بالقول: "لقد نسي برنارد هنري ليفي رقم هاتف السفارة الإسرائيلية مؤقتا وانخرط في ليبيا على أن يعود لتذكر هذا الرقم في وقت لاحق".
برنارد هنري ليفي:
يسمونه في فرنسا (ب اش إل)، فيلسوف وشاعر مثير للجدل ويعتبر من عتاة الصهيونية في أوروبا ومن المدافعين الشرسين عن إسرائيل التي يقول بأنها يجب أن لا تمس. 

خدم في الجيش الإسرائيلي وزار جبهة الحرب في تموز عام 2006 و جبهة الحرب في غزة.. دعا لـ "تحرير الفلسطينيين من حركة حماس" وكان من المعارضين بشدة لسقوط نظام حسني مبارك

الجمعة، 18 مارس 2011

حرب نايف بن عبد العزيز آل سعود في البحرين



نايف بن عبد العزيز لروبرت غيتس: سوف ألجأ لأحضان رجال الدين الوهابيين
كتب نضال حمادة
 
يقول مصدر عربي مقيم في باريس وله صلات بالعائلة الحاكمة في السعودية، إن بداية عهد الملك عبد الله شهدت مساع انفتاح على أطياف المعارضة السعودية، بما فيها المعارضة الشيعية التي تولى مستشار الملك المقرب عبد العزيز التويجري، الاتصال بها في بلاد المنفى المتعددة. ويقول المصدر العربي إن التويجري  نجح في إقناع شخصيات سعودية معارضة بالعودة إلى البلد. ويروي مصدرنا ما دار من حوار بين هذه الشخصيات الشيعية والملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء لقاء  حصل في القصر الملكي في مدينة الرياض بالقول:
"بادر الملك ضيوفه بالقول ماذا تطلبون؟ في إشارة منه إلى عطاء مالي يقدم في مثل هذه الحالات، فأجاب الحاضرون لا شيء. ومن ثم أعاد الملك السوآل نفسه وكان ذات الجواب، مضيفا أنه بعد ثوان من الصمت تقدم أحد أعضاء الوفد وقدم للملك عبدا لله نسخة عن كتاب مدرسي سعودي يدرس لتلاميذ المرحلة الابتدائية  في المدارس الرسمية السعودية، وخاطب الملك بالقول: أنظر جلالتك إلى ما  يدرس في كتبنا المدرسية عن الشيعة، هل يمكن أن يستقيم وطن مع هذا التحريض. 

إن أولادنا يدرسون في المدارس نصوصا تكفرهم وتنعتهم بكل الأوصاف السيئة وتضعهم في مرتبة دون غيرهم من أبناء الوطن، وهم يدرسون في الكتب الرسمية ما يمهد للفتنة والتقسيم."

الصراع بين الملك والجناح السديري
ودائما حسب المصدر فإن الملك عبد الله استغرب ما يدرس في هذا الكتاب وأنكر معرفته بوجود هذا التحريض في المنهاج المدرسي السعودي، ووعد بإلغاء هذه النصوص فورا كما وعد بإصلاحات تشريعية وتنموية  طالبا فترة زمنية للقيام بخطته. غير أنه بعد سنوات بقيت هذه الوعود مجرد كلام ولم ينفذ منها شيئا يختم المصدر.
والحقيقة أن عهد الملك عبدا لله بن عبد العزيز يشهد منذ بدايته صراعا كبيرا بينه وبين الجناح السديري في العائلة الذي يضم ستة أخوة أشقاء من أم سديرية، بينما هو وحيد وأخ غير شقيق من أم تنتمي الى قبائل شمر.
وقد اشتد الصراع العائلي بعيد قيام عبدالله بوضع نظام جديد للتوريث يبدأ عند ولاية سلطان بن عبد العزيز للعرش بحيث ينتخب ولي العهد من المجلس العائلي ومن ثم، بعد سلطان، تنطبق القاعدة على منصب الملك. وهذا ما أثار حفيظة رجل الداخلية القوي وحليف المؤسسة الدينية السلفية في المملكة وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز، الذي رأى في هذا النظام الجديد حرماناً له من الملك الذي يقوم على مبدأ السن.
فكان رده عنيفا في الداخل عبر التضييق الأمني والتعاون المباشر مع المؤسسة الوهابية في إصدار الفتاوى التكفيرية للطوائف الأخرى ولدعاة الديمقراطية في المملكة والمنطقة، فضلا عن قيامه بحملات أمنية  في منطقة نجران التي يقطنها غالبية إسماعيلية، وهي شهدت مظاهرات قمعت بشكل دموي. 

وهنا استغل الملك عبدالله الوضع لصالحه عازلا أمير نجران تركي الفيصل من الجناح السديري، وعين مكانه إبنه مشعل ما أثار حفيظة أشقائه السديرين عليه وكان الرد في المدينة المنورة عبر التعدي على المعتمرين من الشيعة وما تبعها من مظاهرات وأعمال عنف وقمع.

الصراع داخل الجناح الواحد
الصراع على الملك السعودي انتقل إلى الحلف السديري نفسه بعيد مرض ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز آل سعود الذي ذهب برحلة استجمام طويلة للمغرب، ما جعل القرار السياسي بين عبدا لله ووزير الداخلية نايف.

وهذا بدوره اثأر مخاوف أولاد سلطان أن يؤدي موت والدهم إلى تولي نايف ولاية العهد وإخراجهم من السلطة، فكانت حرب اليمن والتدخل السعودي فيها والتي يمكن اعتبارها حرب الأمير خالد بت سلطان  نائب وزير الدفاع  قائد سلاح الطيران، الذي رأى أن إدخال الجيش الذي يقوده والده في الحرب سوف يحقق انتصارا سريعا على الحوثيين ويقوي موقعه في السلطة، وهذا ما لم يحصل حيث طالت الحرب وظهر الترهل في الجيش السعودي رغم السلاح الذي يمتلكه والذي كلف مئات المليارات من الدولارات خلال العقدين الماضيين.

بقي خالد بن سلطان لوحده داخل العائلة و تركه عمه عبد الله وحيدا يتحمل نتائج هذه الحرب ولم يرسل الملك إلى الحدود مع صعده أي جندي من الحرس الوطني الذي يقوده وقوامه 360 ألف رجل غالبيتهم من قبائل شمر أقارب والدته ـ ولم يقم الملك بزيارة الجبهة إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على التدخل السعودي وأتى إلى منطقة تبعد مائة وخمسين كلم عن الجبهة. وبعد أن بدأت آثار الهزيمة والترهل في الحرب تأكل من رصيد السعودية العربي والعالمي خصوصا أنها عجزت عن استرداد أي موقع من يد جماعة قليلة التسلح والعدد، استغل عبدا لله مأزق السديريين وأعاد فتح العلاقة مع سوريا عبر ابنه عبد العزيز واضعا بندر خارج الخدمة، ومعززا سلطته الداخلية، كما وضع يده على ملفات خارجية طالما كانت خارج سلطته بفعل وجود سعود الفيصل.
مصادر فرنسية مطلعة شبهت في حديث لموقع المنار وضع وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز حاليا بوضع خالد بن سلطان أثناء مرض والده، إذ إن مرض الملك عبد الله وذهابه في رحلة علاج طويلة جعل من نايف الحاكم الفعلي في المملكة، وهذا ما جعله يصدر إشارات في الآونة الأخيرة إلى أهليته الصحية والمعنوية والسياسية لاستلام الحكم في حال الفراغ.
 وقد ازدادت في الأشهر الأخيرة تحركات الهيئات السلفية في المملكة والمقربة من نايف، كما أن مصادر فرنسية أبلغتنا أن نايف استغل هذه الفترة لتعزيز  عديد الشرطة وعدتها فضلا عن زيادة تسليح الوحدات الخاصة في وزارة 
الداخلية التي تسمى (صقور نايف) والتي تؤكد مصادر فرنسية أنها هي التي أرسلت إلى البحرين تحت غطاء الجيش وقوات درع الخليج.
بأي شيء هدد نايف الأميركيين ليوافقوا على تدخل السعودية عسكرياً في البحرين؟
ما يتداول هذه الأيام في العاصمة الفرنسية باريس يؤكد أن نايف هو الذي فرض التدخل السعودي في البحرين، وبحسب ما يتردد فإن وزير الداخلية السعودي أبلغ وزير الدفاع الأميركي (روبيرت غيتس) أنه لن ينتظر سقوط الحكم السعودي كما سقط حسني مبارك، مهددا بمواجهة أية ضغوط أميركية  عليه لمنعه من التدخل في البحرين باللجوء لأحضان المؤسسة الدينية الوهابية. وقد نحج هذا التهديد في تحول الموقف الأميركي وموافقة إدارة اوباما على التدخل السعودي في البحرين أو عدم اعتراضها عليه، وهي التي تملك اكبر قاعدة عسكرية في هذه الجزيرة مع آلاف الجنود .
لقد وصف بعض المحللين السعوديين ترقية نايف المفاجئة لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بالخطوة الحاسمة التي قربته من العرش، وها هو الأمير المتعجل للسلطة يريد تقوية نفوذه عبر غزو البحرين وقمع ثورة شعبها الأعزل، سياسة اتبعها قبله في اليمن خالد بن سلطان وانتهت بهزيمة نكراء، فهل يتعظ الأمير الهرم من خطأ إبن أخيه وينسحب قبل أن تغرقه مياه البحرين العميقة؟
 
نايف بن عبد العزيز آل سعود: نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، هو الابن الثالث والعشرون من أبناء عبد العزيز آل سعود من زوجته  حصة بنت أحمد السديري، من مواليد العام 1933 و يشغل  منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء  منذ العام 2009 ومنصب وزير الداخلية منذ العام (1975) معروف بقربه الشديد والوثيق من المؤسسة الدينية الوهابية كما يعرف بحسه الأمني وبطشه وقد وصف سعد الحريري ابنه محمد بن نايف الذي يشغل منصب مساعده في وزارة الداخلية في شهادته أمام قاضي التحقيق الدولي التي نشرتها محطة تلفزيون الجديد، وصفه بالـ (السفاح).

السبت، 12 مارس 2011

باريس تشهد عودة الاتصالات بين مقربين من الحريري وقيادة إعلان دمشق في الخارج

إعادة اتصال قيادة إعلان دمشق الخارجية بلبنانيين مقيمين في فرنسا ومحسوبين على سعد الحريري لن تجدي نفعا وستثير حنق المواطن السوري على ما تبقى من جماعة الإعلان
كتب نضال حمادة
 
    تدور خلافات كبيرة في أوساط الجالية السورية في فرنسا بالخصوص والجاليات السورية في أوروبا وأميركا بشكل عام على خلفية عودة الاتصالات بين قيادة إعلان دمشق في الخارج وأشخاص مقربين من زعيم حزب المستقبل سعد الدين الحريري. وبحسب ناشطين سوريين في باريس تأتي هذه الاتصالات في وقت مشبوه خصوصا بعد تدخل جهات صهيونية في أميركا مباشرة  في الدعوة التي وجهتها قيادة إعلان دمشق في الخارج عبر بيان للمسؤول الخارجي للإعلان (عبد الرزاق عيد) الذي وجه عبر الفايسبوك دعوة يتيمة للتظاهر في باريس ضد النظام في سوريا لم يحضرها أحد حتى عيد نفسه، فيما أثارت دعوته للتظاهر في سوريا غضب الكثيرين من السوريين الناشطين في مجالات حقوق الإنسان والعمل السياسي المقيمين في الخارج.
وتعتبر أوساط سورية محسوبة على المعارضة السورية في باريس أن هناك رأيا عاما في سوريا لا يستسيغ سياسة آل الحريري بخصوص حركات المقاومة في العالم العربي فضلا عن ما حفر في الذاكرة السورية خلال السنوات الماضية من تحريض عنصري ضد سوريا والسوريين مارسه سياسيون لبنانيون محسوبون على حزب المستقبل، لذلك فإن إعادة اتصال قيادة إعلان دمشق الخارجية بلبنانيين مقيمين في فرنسا ومحسوبين على سعد الحريري لن تجدي نفعا وستثير حنق المواطن السوري على ما تبقى من جماعة الإعلان.
وحسب معلومات موقع المنار فإن البيان الذي صدر عن مسؤول إعلان دمشق في الخارج (عبد الرزاق عيد) والذي دعا فيه إلى التظاهر في سوريا تقف وراءه مجموعات ضغط صهيونية أميركية هي الممول الحقيقي لإعلان دمشق في الخارج وخاصة (أنس العبدة) المسؤول المالي في الإعلان وعبد الرزاق عيد مسؤول الإعلان في الخارج والذي يدين بوصوله للمسؤولية لتدخل هذه الجهات الصهيونية الأميركية .

ويتردد أن هناك مقربين من سعد الدين الحريري أعادوا حركة الاتصال مع جماعات كردية سورية في فرنسا فضلا عن مجموعة كردية مقرها بروكسيل تعمل على إنشاء دولة كردية في سوريا على غرار ما يطالب به أكراد العراق. وهذه الجماعة تقيم اتصالا مباشرا مع دوائر أميركية وإسرائيلية وهي مسؤولة عن مظاهرات كردية شهدتها مدينة القامشلي عام 2008 تم فيها رفع شعارات تنادي بالانفصال عن سوريا وأحرق خلالها العلم السوري .
المعلومات تقول إن الولايات المتحدة التي فوجئت بثورات شعبية تسقط أهم الأنظمة الحليفة لها في العالم العربي، أرادت تغيير توجه التحركات لتشمل خصومها في المنطقة عبر دفع قيادة إعلان دمشق لإصدار بيانات تحض على الثورة في سوريا، وقد وجه بعض الناشطين السوريين في فرنسا والسويد وبلجيكا وبريطانيا انتقادات لما سموه ارتباطات قطبي إعلان دمشق في الخارج بمؤسسات أميركية صهيونية مثل (فريدووم) و(المنظمة الأميركية لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط) اللتان تقدمان دعما ماليا مباشرا لكل من انس العبدة الذي أسس ويدير قناة (بردى) عبر تمويل يتلقاه من الجمعيتين المذكورتين فضلا عن تمويل من أطراف محسوبين على المحافظين الجدد في أميركا ، وهذا الوضع  ينطبق على عبد الرزاق عيد الذي يتقاضى معاشا من هذه الجمعيات  وقد وضع ابنه ناطقا باسمه وممثلا له لقاء معاش شهري من نفس الجهات الأميركية المذكورة، كما قالت لنا مصادر من الجالية السورية في أوروبا على إطلاع جيد بالموضوع.

ولا يعرف إذا كانت تلك الاتصالات بين الحريري ومعارضين سوريين تتم بعلم السعودية وبرضاها، خصوصا في هذه المرحلة التي يمر خلالها العالم العربي بثورات شعبية وصلت شراراتها إلى المملكة السعودية.
جدير بالذكر أن عبد الرزاق يقيم علاقات وطيدة مع فريق14 آذار في لبنان وقد انتخب مسؤولا لإعلان دمشق في الخارج في مؤتمر عقد في بروكسيل خلال شهر تشرين الثاني عام 2010 كان غالبية حضوره من الأكراد، وقد أعيد التصويت مرتين بعد تدخل جهات أميركية طلبت انتخاب عيد بعد أن تم انتخاب خلدون الأسود بداية الأمر، وقد شهد المؤتمر مشادات وصلت إلى حد الشتائم بين الحاضرين على إثر تلك الحادثة.

الجمعة، 4 مارس 2011

خلافات اوروبية اميركية حول ليبيا

ليبيا بين مصالح أميركا ومصالح بريطانيا وفرنسا،التي غيرت طقمها الوزاري في ضوء المتغيرات الليبية.
كتب نضال حمادة

يبدو أن الصراع الدائر في ليبيا حالياٍ بين نظام القذافي وثوار الشعب الليبي انتقلت تأثيراته إلى خارج الحدود الليبية، لينعكس تبايناً في المواقف والمصالح بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة و بين دول أوروبية في طليعتها فرنسا من جهة ثانية.
باريس، التي تنظر بكثير من الهواجس للأحداث الدائرة في العالم العربي، قامت في بداية هذا الأسبوع بتعديل وزاري مهم شمل وزارات الدفاع والخارجية والداخلية، حيث يعتبر التغيير في الخارجية والداخلية مرتبطا إلى حد كبير بالصراع الدموي الليبي. فوزير الخارجية الجديد (آلان جوبيه) معروف بحساسيته الديغولية من كل ما هوأميركي. أما وزير الداخلية الجديد (كلود غيان) يعتبر عراب إعادة العلاقات الفرنسية السورية منذ ان خدم مديراً لمكتب (نيكولا ساركوزي) الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في ظل حكم الرئيس (جاك شيراك) الذي اتسم في سنواته الأخيرة بعداء كبير لدمشق. وكان (غيان) صلة الوصل بين الأجهزة الفرنسية من جهة وأجهزة الأمن السورية والليبية من جهة أخرى. وقد أثمر هذا التواصل والتعاون عن الكشف عن سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير في مدينة مرسيليا الفرنسية مطلع العام (2007). 
وكان لـ (غيان) دور أساس أيضا في  إعادة التواصل الفرنسي السوري بعيد وصول ساركوزي لقصر الرئاسة الفرنسي حيث شغل معه (غيان) منصب مدير مكتب الرئاسة. ويعتبر (غيان) الطرف المشجع لعلاقات مميبزة بين فرنسا وسوريا في مواجهة طرف آخر من محيطي ساركوزي يتقدمه مستشار الرئيس السياسي (جان دافيد ليفيت) عراب القرار الدولي 1559، عندما كان سفيرا لفرنسا لدى الولايات المتحدة خلال التحضير لهذا القرار والتصويت عليه في مجلس الأمن الدولي. لذلك لا يمكن فصل وصول (غيان) رجل المخابرات الفرنسي عن الحدث الليبي، حيث تحتاج فرنسا الى وزير داخلية لديه خبرة أمنية في شؤون المنطقة، فضلا عن علاقات مع الأجهزة الأمنية العربية تشكل  حصانة ضد أية أخطار قد تنجم عن انفلات الوضع الأمني في ليبيا وانتقال آثاره الى اوروبا. 

ما هي أسباب الخلاف الأميركي الأوروبي؟
يمكن الحديث عن ثلاثة أسباب خلافية في الموضوع الليبي هي التالية:
أ – الرغبة الأوروبية في الحصول على غطاء دولي عبر مجلس الأمن يؤمن لفرنست وبريطاميا مشاركة، وهذا ما لا تريده أميركا التي تحرك أساطيلها ولا تورد أي ذكر للمجتمع الدولي.
ب- خوف فرنسي حقيقي من فقدان السوق الليبية  في حال تدخلت أميركا عسكرياً في هذا البلد على غرار ما حصل في العراق والذي لا زالت فرنسا غاضبة جراءه.
ج- دخول المانيا على خط الأزمة، ولكن خلافا لما تريده فرنسا وبريطانيا من لجوء لمجلس الأمن لفرض حظر جوي أو لتامين غطاء لتدخل دولي في ليبيا.

فقد ظهرت بوادر الخلافات بين الطرفين في تصريحات وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) التي قال فيها إنه لا مجال لتدخل عسكري غربي في ليبيا دون غطاء واضح من مجلس الأمن الدولي. وهذه التصريحات القوية تعتبر رسالة فرنسية واضحة للولايات المتحدة أن ليبيا ليست كالعراق، كما لا يمكن فصل ما قاله (جوبيه) عن كلام آخر قاله الرئيس الفرنسي في لقاء مع الجالية الفرنسية في تركيا منذ عشرة أيام عندما أجاب على سوآل لصحفي في إذاعة فرنسا الدولية بالقول: "لا مجال لتدخل عسكري غربي في ليبيا." في نفس الوقت عبرت فرنسا وبريطانيا عن الاستعداد للتصويت على قرار في مجلس الأمن يفرض حظراً جوياً فوق ليبيا في سعي واضح لمنع الولايات المتحدة من التفرد بأي تحرك هناك. ومن المفارقات أن بريطانيا،  وخلافا للعادة، تجد نفسها في  تباين مع أميركا، وفي الوقت نفسه قامت الولايات المتحدة بتحريك قطع بحرية باتجاه ليبيا في رسالة أريد منها القول إن اميركا هي وحدها من يملك القدرة على ترجيح كفة الصراع في ليبيا.
في الجانب الأوروبي أيضا برز الدور الألماني المحابي للولايات المتحدة، وذلك يعود للتنافس داخل المجموعة الأوروبية حول حزمة المصالح في ليبيا، حيث لفرنسا وبريطانيا عقود ضخمة في جميع قطاعات الاقتصاد الليبي، بما فيه قطاع التسلح، بينما تطمع المانيا في الحلول محل الدولتين الأخيرتين عبر ركوب الموجة الأميركية. فالقذافي يقمع شعبه بسلاح بريطاني كما قال معلق قناة إخبارية المانية.
جل القضية مصالح دول كبرى...  كان الله في عون أهل ليبيا.