السبت، 30 أبريل 2011

حول استحالة التدخل العسكري الغربي ورهانات بعض المعارضات السورية الخاطئة

هذا نموذج مصغر عن شباب نزلوا تأثرا بشعارات براقة من دون برنامج ولا هدف معين. شباب أغرتهم تغطية تحريضية لفضائيات دول عربية، حجمها أصغر من حجم حي في دمشق.
كتب نضال حمادة
الضغوط الأوروبية على سورية ليست سوى مسرحية إعلامية، وقد ذهب الأوروبيون إلى مجلس الأمن بعد تأكدهم من الرفض الروسي والصيني لأي مشروع قرار، ولو كانوا يعلمون العكس لما ذهبوا بأي مشروع قرار والسبب عجزهم عن دخول مغامرة عسكرية ضد سورية وعدم رغبتهم في ذلك،" هذا ما صرح به مصدر فرنسي لموقع المنار، بعد فشل مجلس الأمن الدولي في استصدار بيان ضد النظام في سورية.
وبالفعل، تصاعد الضغط الغربي على سورية طيلة الأسبوع الحالي، وخاصة في فرنسا التي قفز رئيسها فجأة إلى الواجهة ليقود ضغوطا على دمشق بحجة عدم القبول بإرسال الدبابات للمدن وهو الذي رأى بأم عينه على شاشات التلفزة دبابات (ليكليرك) الفرنسية الصنع تدخلها قوات الإمارات العربية المتحدة إلى المنامة لسحق شعب البحرين الأعزل .
غير أن هذه الضغوط الغربية على سورية تبقى على أرض الواقع "عنتريات" فارغة لأن لا قدرة ولا نية لهذه الدول على الدخول بنزاع مع دولة قوية كسورية ومحور قوي كالمحور الذي تنتمي إليه دمشق. وتبدو هنا "العنتريات" فارغة لأن التدخل في ليبيا هو ضد دولة ضعيفة قام حاكمها بتسليم كل أسلحته الإستراتيجية دفعة واحدة، بينما الحال في سورية هي العكس تماما.
 يقول (كريستيان شينو) الصحافي في إذاعة فرنسا الدولية إن أحد أسباب "التسرع الفرنسي" في التدخل العسكري ضد ليبيا هو إثبات قدرة طائرة (الرافال) الكبيرة. ويضيف أن سقوط طائرة (رافال) واحدة في ليبيا يعني الكارثة لصناعة الطائرات الفرنسية ولنيكولا ساركوزي شخصياً، لأن عروض بيع هذه الطائرة العسكرية الفرنسية كانت السمة المشتركة لكل زياراته الخارجية.
في باريس كلام كثير عن رفع الضغوط على سورية، ولكنه "مشروط" بعدم القدرة ولا النية على تدخل عسكري كما في ليبيا.  في حديثه مع موقع المنار يقول (جيرار بابت)، النائب عن الحزب الاشتراكي في البرلمان الفرنسي، إن الضغوط على سورية سوف تتصاعد،  ومن غير المقبول قمع المتظاهرين ولكن عند الكلام عن تدخل عسكري يقول ليس ضد سورية لا نستطيع دخول حرب ضد سورية ".
السيناتورة العربية في مجلس الشيوخ الفرنسي (حليمة بومدين) تقول لموقع المنار إن الضغوط سوف تستمر ويعلو سقفها على الرئيس الأسد، ولا أحد يعرف إلى أين سوف تصل. لكن الخيار العسكري ليس مطروحاً، وهو أمر صعب."
بالعودة إلى الصحافي (كريستيان شينو) الذي يعتبر أن ساركوزي سوف يقدم نفسه مدافعاً عن حقوق الإنسان، خصوصا بعد ورطته الليبية، وسوف يدلي بتصريحات "عنيفة" إعلامياً، ولكن واقع الحال يبقى أنه  لا قدرة على تدخل عسكري ضد سورية، "والكل يعلم هذا" .
الكلام الأكثر وضوحا أتى على لسان نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) في مقابلة مع صحيفة (ليزيكو) الفرنسية حيث قال أن تدخلا عسكريا ضد سورية سوف يكون كارثيا.
من جهته، موقع (سلات) الفرنسي المقرب من المخابرات الفرنسية، كان أيضا واضحاً عندما قال "إن الأوروبيين لم يستطيعوا حتى الحصول على إعلان من مجلس الأمن يدين سورية لأن روسيا والصين لن تسمحان بذلك، والفيتو الروسي كان حاضرا هذه المرة. وتقول الصحيفة أيضا إن الفيتو الروسي ليس هو المانع الوحيد، ولكن سورية تشكل مفتاحاً للحلول والأزمات في الشرق الأوسط، على عكس نظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك، إذ إن بشار الأسد  لا يرتبط بأي قيود أميركية".
في مكان آخر يكتب الموقع أن "إضعاف سورية سوف يدفعها أكثر إلى حضن إيران، وليس لأحد  في الغرب مصلحة في تقوية نفوذ إيران أكثر، وهي المستفيد الأول من الثورات العربية". وأضاف موقع (سلات) أن "سورية لديها إمكانيات أكبر وحلفاء أقوياء مثل حزب الله وحماس وإيران، وهؤلاء لن يتهاونوا في موضوع هجوم غربي على سورية لتضيف أن الغرب سوف يكتفي بالضغوط التقليدية مثل الإدانات اللفظية والدعوة للإصلاح والضغوط الاقتصادية لا أكثر". 
 
في جلسة تقييم ليوم جمعة سوري، وعبر وسيلة اتصال معينة، قال أحد الشبان من درعا لناشط سوري في الخارج: "يجب دعوة مجلس الأمن الدولي، ساركوزي سوف يتحرك الآن". فأجابه الناشط من أوروبا: "لن يتحرك الغرب ولن يتحرك مجلس الأمن يجب التعامل بطريقة أخرى".
هذا نموذج مصغر عن شباب نزلوا تأثرا بشعارات براقة من دون برنامج ولا هدف معين. شباب أغرتهم تغطية تحريضية لفضائيات دول عربية، حجمها أصغر من حجم حي في دمشق. نموذج سوف نروي قريبا  تفاصيل مؤسفة عنه وعن معارضات سورية امتهنت الأخطاء والرهانات الخاسرة منذ العام 2005 وحتى اليوم.

الجمعة، 22 أبريل 2011

كلام آلان جوبيه حول سورية... الأسباب والدوافع

العارفون بالوضع الغربي يقولون إن وزير خارجية فرنسا كان كالذي يطلق النار على قدمه، بسبب معرفة الأتراك ومعهم السوريين بأن هناك عجزا غربيا تاما عن التدخل والضغط عل سورية.
كتب نضال حمادة

شهد المنتدى حول "الربيع العربي" في باريس والذي عقد في قاعة المؤتمرات في معهد العالم العربي من 16 من الشهر الحالي إلى 18 منه كلمتين  لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، تميزت الكلمة الثانية في ختام المؤتمر بتقسيم للأوضاع في الدول العربية بوضع الوزير الفرنسي في أحد خاناتها سورية واليمن في مقام واحد.
وخلافا لتقارير نشرتها بعض الصحف اللبنانية، لم تتخلل كلمة الوزير الفرنسي أي تحذير مباشر أو مبطن لسورية، وإنما بدا جوبيه كمن يقدم نصيحة في هذا المجال. الوزير الفرنسي قال حرفيا في ذكره سورية ما يلي: "كما هي الحال في سورية واليمن حيث الأوضاع مقلقة، على هذه الدول أن تعرف أنه ليس هناك حل سوى في حوار يؤدي إلى إجابات واضحة على تطلعات الناس الذين يجب أن يعبروا بحرية." 
 
الوزير الفرنسي الذي تشهد بلاده تخبطا واضحا في ليبيا منذ تدخلها العسكري هناك بداية الشهر الماضي، يحمّل تركيا المسؤولية عن الموقف الأميركي المتردد من حسم الموقف عسكرياً، والذي وصل في بعض المراحل إلى الابتزاز مع الحلفاء المندفعين في الحرب والداعين لها كـ "نيكولا ساركوزي" و"دايفد كاميرون." فالفرنسيون يقولون في السر وفي العلن أن تركيا، التي تعارض التدخل العسكري في ليبيا ولها مواقف متقلبة في هذا الأمر، إنما تفعل ذلك انتقاما من فرنسا على موقفها الرافض لدخول تركيا في الاتحاد الأوروبي. ولو لم تكن فرنسا مشاركة مباشرة في هذه الحرب لوجدنا مواقف تركية مغايرة للتي نشهدها حاليا.
في خطابه في معهد العالم العربي، ظهر وزير الخارجية الفرنسية عند كلامه عن سورية كمن يعني تركيا أكثر من سورية ونظام الحكم فيها، خصوصا وأن الفرنسيين كما الأوروبيين تبلغوا من الأتراك موقفا رافضا لأي تدخل عسكري في سورية، فضلا عن مساعي المسؤولين في أنقرة لتسوية في سورية تحافظ بالمقام الأول على نظام الرئيس بشار الأسد مع فتح المجال لتعديلات دستورية تفتح الباب أمام حراك سياسي منظم كما بدا على الطريقة التركية منذ بداية التحولات في تركيا في ثمانينات القرن الماضي.
هنا يعتقد آلان جوبيه أن بمكانه الضغط على الأتراك لدفعهم إلى تليين موقفهم من التدخل العسكري في ليبيا خصوصا في شقه الفرنسي، غير أن العارفين بالوضع الغربي عموما والأميركي خصوصا يقولون إن وزير خارجية فرنسا كان كالذي يطلق النار على قدمه، بسبب معرفة الأتراك ومعهم السوريين بأن هناك عجزا غربيا تاما عن التدخل والضغط عل سورية أو التأثير عليها من خلال ضغوط  سياسية أو اقتصادية أثبتت عدم جدواها سابقا.
بعض المحللين في باريس يحذرون من استخدام الورقة الاقتصادية للضغط على دمشق لأن هذا من شأنه أن يساهم في تقربها أكثر من طهران التي على استعداد تام لمساعدتها حسب رأيهم، فيما تبقى التطورات في العالم العربي مجهولة بالنسبة للغرب عموما، وهذا ما أكده الوزير جوبيه في خطابه الافتتاحي للمناسبة حيث قال: "يجب القول إننا لم نستطع توقع هذه التحركات الكبيرة من أجل الحرية والتي تغير بشكل جذري معطيات الجغرافيا السياسية، ولا نفهم أيضا الطريقة التي تعمل بها هذه التحركات، ولا الذي تنتظره، كما أننا نتردد بين الفضول والقلق."
وحول ما ذكره من جهل بما يجري في العالم العربي، لم يذكر وزير خارجية فرنسا ما إذا كان التدخل العسكري في ليبيا أتى نتيجة لهذا الجهل، أم أن الدعم الكبير الذي تشهده فرنسا حاليا لمجموعات سورية معارضة، يأتي عن سابق معرفة بماذا، طالما أن الجهل وعدم الإدراك للأوضاع العربية هو سمة الموقف الفرنسي هذه الأيام؟
وأيضا هنا، وبالتحديد حول خطاب جوبيه، يعلق المستشار العسكري السابق في رئاسة الحكومة الفرنسية العقيد آلان كورفيس في حديث لموقع المنار قائلا: "لا استغرب شيئا من ساركوزي ومن جوبيه هذه الأيام لكن المؤكد انه لن يكون هناك أي تدخل عسكري في سورية وليس بالإمكان الضغط  عليها من الناحية الاقتصادية."

الجمعة، 15 أبريل 2011

لماذا كشف معارضون سوريون عن دور تيار المستقبل في إدخال السلاح إلى سورية؟

تقصد المعارض السوري هيثم المناع نشر الخبر عبر موقع المنار الإلكتروني حفاظا على سلمية التحركات الشعبية في سورية.
كتب نضال حمادة

قد يجد البعض أنه من الطبيعي أن توجّه شخصيات لبنانية على خلاف مع تيار المستقبل التهمة لسعد الحريري بالتآمر على الأمن السوري عبر إدخال السلاح والمال لمعارضين سوريين إلى داخل المدن السورية. وقد يشتم البعض الآخر رائحة الموأمرة في الاعترافات التي نشرها التلفزيون السوري لمجموعة القي  القبض على أفرادها وفيها يعترف أفراد هذه المجموعة وبالتفاصيل عن دور تيار المستقبل واحد نوابه الصقور والأكثر جدلا في إرسال السلاح والمال لسورية. كل هذا قد يبدو طبيعيا في إطار الصراع الذي يدور في المنطقة بين محوري المقاومة ومحور المحافظين الجدد العرب التابعين لأميركا منذ العام 20033.
أما الذي لا يمكن لتيار المستقبل وأبواقه الإعلامية تكذيبه هو أن تقوم جهات في المعارضة السورية، لعبت وتلعب دورا كبيراً في الأحداث السورية الحالية بالكشف للعلن عن دور تخريبي في سورية لسعد الحريري وجماعته عبر إرسال السلاح للجار السوري واللعب على الوتر الطائفي والزج بالمقاومة في لبنان في الأحداث عبر تصريحات شخصيتين سوريتين من المعروف اعتمادهما على أموال الحريري في معيشتهما .
من حق من تآمر من تيار المستقبل أن لا يصدق ما يقرأ، ولكن هذه هي الحقيقة واضحة. فالذين عرض عليهم السلاح يكشفون هذا من باريس، بعيدا عن دمشق وسلطتها وأجهزتها، ولا يمكن لأحد في العالم أن يشكك في خصومتهم مع الحكم في سورية ومنذ سنوات طويلة.

وكأن فضيحة عرض السلاح وإدخاله لسورية لم تكف هذه المجموعة المتآمرة والخطرة على الأمن القومي اللبناني أولا وقبل كل شي، فانغمست بحماقاتها وتخبطها السياسي في فضيحة ثانية عبر إرسال بعض متسكعيها اللبنانيين والمعروفين بدفاعهم عن إسرائيل في الأروقة الفرنسية إلى معارضين سوريين يحتجون لديهم بلهجة فيها تهديد عن الكشف عن كميات التسليح والتمويل التي تم عرضها..
  
لماذا كشف معارضون سوريون عن عروض من مقربين من الحريري بادخال السلاح الى درعا وباقي المدن السورية؟يقول الناشط في مجال حقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع، أنه تقصد نشر الخبر وعبر موقع المنار الإلكتروني حفاظا على سلمية التحركات الشعبية في سورية، ويضيف أنه أبلغ سوريين سألوه عن سبب  كشفه المستور وعبر موقع لبناني، أنه "رد على هؤلاء بالقول إن أية عملية تسلح للتحركات في سورية هي عملية خاسرة سلفاً"، وهو إنما فعل ذلك "للحفاظ على أرواح السوريين وتجنبا لفتنة طائفية أراد من اتقتها في لبنان أن يرسلها لسورية. لقد أردت تعريَتهم وسوف أعرّي كل من يحاول اللعب على الوتر الطائفي في سورية وعلى عسكرة الاحتجاجات لأنها انتحار بكل المقاييس."
ولا تبدو أخبار إدخال السلاح لسورية غريبة ومستهجنة من قبل ناشطين سوريين في باريس وبعضهم يؤكد علمه بوجود مخازن أسلحة في منطقة بانياس منذ وقت طويل، والبعض الآخر يقول إن ما يرويه الإعلام الرسمي السوري صحيح في هذا المجال، خصوصاً في الساحل السوري حيث شهدت مدينة اللاذقية منذ أسبوعين اشتباكات مسلحة.
البعض يقلب يديه عندما تصله أخبار تودد النظام في الأردن لسورية، أو سعي وزير خارجية قطر للقاء الرئيس السوري دون جدوى ويقول: "أليس الأول من مرت الأسلحة وهواتف الثريا عبر حدوده، أو ليس الثاني من لعب دورا في التحريض عبر إعلامه وخطبة القرضاوي العنيفة ؟"

في بعض جلسات النقاش يقول أحد المتحمسين لما يجري حاليا في سورية إن "الجميع يعلم أن الحريري وكيل وليس أصيل في عروضه التمويلية والتسليحية، فثمة من وراءه لا يريد مواجهة سورية مباشرة أوكل للحريري هذه المهمة." 
 

الجمعة، 8 أبريل 2011

الاستهداف الإسرائيلي والتآمر اللبناني على لبنانيي الاغتراب في أفريقيا

هلا ساوت حكومة تصريف الأعمال اللبنانيين العالقين في ساحل العاج بمحمد زهير الصديق الذي وضعت تحت تصرفه الطائرات الكبيرة للتنقل بين بيروت والرياض وماربيا وباريس؟..
كتب نضال حمادة

 لا تزال مأساة اللبنانيين في دولة ساحل العاج دون حل لحد الآن، وكأن الانتماء إلى دولة  الطوائف غير المسؤولة هو قدر أي لبناني يقع في أزمة جراء الاغتراب الكبير في أنحاء العالم بحثا عن لقمة عيش كريمة، وعن أموال طالما كانت الرافد الأساس للدخل العام اللبناني من العملات الصعبة بعد توقف عجلة الإنتاج، وتحكم عصابات النهب في مفاصل الدولة اللبنانية طيلة العقد الماضي، وتدخل صندوق النقد الدولي عبر باريس-1 وباريس-2 التي ملأت جيوب من سعى إليها ووقعها في عمليات نهب منظمة دون رقيب أو حسيب ظهرت بعض علاماتها في مبلغ الـ 11 مليار دولار المفقود في حسابات حكومات السنيورة الحريرية منذ العام 2005.
في ساحل العاج جالية لبنانية متواضعة من حيث العدد، ومهمة من حيث النفوذ والتواجد خصوصا في المجال الاقتصادي الذي يعمل به اللبنانيون، والذي يقر أهل البلد بفضل هؤلاء على بلدهم الذي تدور عجلته الاقتصادية بفضل التواجد اللبناني لا غير.
وفي ساحل العاج أيضاً تواجد إسرائيلي قوي ليس بجديد، ولكنه خفي يتخذ من الشركات الغربية، وخصوصاً الفرنسية منها غطاء له.
غير أن الجديد في الوجود الإسرائيلي في هذا البلد هو التواجد السياسي والبشري عبر العلاقة الوطيدة التي تربط الرئيس الجديد الموالي للغرب، الحسن وتارا، مع اليهود في إسرائيل وفي أوروبا.
واتارا متزوج من يهودية، وتقول مصادر فرنسية إنه عند ترشحه للانتخابات الرئاسية في ساحل العاج أبلغ اللوبي الإسرائيلي في فرنسا عن عزمه فتح باب علاقات جيدة ومتينة مع إسرائيل، واعداً الشركات الفرنسية وخصوصا شركات الإعمار والبنى التحتية، مثل شركة بويغ، بالحصول على غالبية عقود إعادة الإعمار في ساحل العاج في حال وصوله لسدة الرئاسة.
في النفوذ الإسرائيلي أيضاً، وبحسب معلومات مؤكدة حصل عليها موقع المنار من مصادر في باريس فإن الطاقم الإسرائيلي الذي غادر موريتانيا بعد قطع العلاقات الموريتانية – الإسرائيلية، نقل بأكمله إلى ساحل العاج، نظرا للأهمية التي تشكلها أفريقيا السوداء - وخصوصا المسلمة للسياسة - للاستراتيجية الإسرائيلية،  فضلا عن وجود إمكانية كبرى للتحرك في هذا البلد ومنه.
من هنا  نجد أن الوجود المغترب اللبناني في ساحل العاج مستهدف بشكل مباشر من قبل إسرائيل واللوبي التابع لها. فالوجود الاقتصادي والنفوذ السياسي الإسرائيليين يقتضيان، لتثبيت وجودهما، إبعاد الجالية اللبنانية في بلدان مثل ساحل العاج وبنين وحتى في الكونغو على بعد ألفي كلم من هذين البلدين.

بعض الجهات الفرنسية تبرر عدم تدخل القوات الفرنسية في ساحل العاج لحماية اللبنانيين وتأمين خروجهم من أبيدجان بالقول إن فرنسا تهتم بداية بسلامة الفرنسيين المقيمين في بلدان الأزمات، وفي حالة ساحل العاج فإن الأولوية كانت لحماية وإجلاء الفرنسيين، وقد تم إجلاء لبنانيين يحملون الجنسية الفرنسية. 

وتضيف هذه الجهات أن فرنسا في مأزق دقيق حاليا نظرا للتاريخ الإستعماري الفرنسي في أفريقيا، وأن "لوران غباغبو" قد لعب على هذا الوتر لاستثارة غضب الأفارقة ضد التدخل العسكري الفرنسي، وفرنسا تعرف أن إثارة "السود" واستنهاضهم ضدها في ساحل العاج تعني نهاية كل شيء لها في هذا البلد، إبتداء من "الحسن وتارا"  وصولاً إلى الوجود الفرنسي في هذا البلد. لذلك أرادت باريس أن تبقى بعيدة عن الحساسيات المحلية في ساحل العاج وأن يبقى تدخلها العسكري مغلفاً بشعار الأمم المتحدة وحماية المصالح الغربية والجالية الفرنسية هناك.
وفي كل الأحوال يبقى حال لبنانيي ساحل العاج خطيراً ومهيناً في آن معاً. 

الخطر يبقى على حياة هؤلاء وعلى سلامتهم وسلامة عائلاتهم بداية، ومن ثم على لبنان الذي يعيش على أموال الاغتراب اللبناني. 

أما الإهانة فهي لطبقة سياسية لبنانية وقفت شامتة بأوضاع هؤلاء اللبنانيين وهي لا ترى ماذا يحصل إلا من باب الخلافات اللبنانية الداخلية. لبنانيو أبيدجان بحاجة لطائرة تنقلهم من خطر الموت هناك إلى لبنان، فهلا تساويهم حكومة تصريف الأعمال بالشاهد الزور (في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري) محمد زهير الصديق الذي وضعت تحت تصرفه الطائرات الكبيرة للتنقل بين بيروت والرياض وماربيا وباريس؟..

الجمعة، 1 أبريل 2011

السعي لإسقاط سورية من سقوط بغداد 2003 إلى درعا 2011


خلال سنوات الرئيس (بوش) كان لـ (بندر بن سلطان) دور، ولما يسمى بمحور الاعتدال بقيادة مبارك دور في السعي لإسقاط الأسد، واليوم يعود بقايا هؤلاء للظهور واللعب،

كتب نضال  حمادة

الوجوه هي نفسها، والشخصيات هي ذاتها، والوسائل لم تتبدل. أما الرواية فتتغير حسب الظروف، وهنا تغيرت المصطلحات لتتلاقى مع حملة السقوط التي تلاحق أنظمة عربية طالما عرفت بولائها لأميركا ابتداء من نظام زين العابدين بن علي، مرورا بحسني مبارك، وانتهاء بالنظامين اليمني والبحريني.



هنا تبقى سورية ورئيسها الهدف الكبير، حاليا كما في السابق، للولايات المتحدة الأميركية وما تبقى من حلفائها الإقليميين. وعندما نتهم الولايات المتحدة وبقايا حلفائها في محور الإعتدال كما يسمى، فلأننا نشاهد حاليا في الواجهة نفس الوجوه التي شهدناها منذ سقوط بغداد عام 2003 وصدور القرار الدولي 1559 الذي أريد منه أن يكون استكمالا لعملية احتلال العراق وبناء هيكل الشرق الأوسط الجديد، كما أراده بوش والمحافظون الجدد.
في العام 2003 وبعد أسبوع على سقوط بغداد أتى وزير الخارجية الأميركي يومها (كولن باول) إلى دمشق واضعا أمام القيادة السورية جملة شروط، ومما قاله (باول) لـ (فاروق الشرع) ومن ثم للأسد إن الوضع الاستراتيجي تغير وأن الولايات المتحدة أصبحت محاذية لسورية، في إشارة إلى احتلال الجيش الأميركي للعراق. (باول) طرح ورقة من سبعة عشر شرطا قائلا للشرع، الذي استنكر طريقة التعاطي الأميركية الفظة، ليس هناك من تفاوض بين قوي وضعيف.
هذا الكلام ردده على مسامعنا مصدر عسكري فرنسي قائلا إن عدد الشروط بلغت سبعة عشر شرطا وقد أكد لي هذا الكلام مصدر في المعارضة السورية في باريس وكان هذا في العام 2003.
(ريشارد لابفيير) صاحب كتاب "القصة السرية للقرار 1559" كرر لنا الحديث ذاته عن شروط أميركية تبدأ بالعراق وتنتهي بفلسطين ولبنان. مصدر أردني روى لنا أيضا واقعة عن الرئيس بشار الأسد في لقاء مع شخصيات سياسية واجتماعية أردنية. ومما قاله الأسد للوفد إن (باول) اشترط تعاونا أمنيا في العراق، وطرد فصائل المقاومة الفلسطينية من دمشق، وقطع العلاقة مع المقاومة في لبنان. غير أنه فور خروج (باول) أصدر الأسد أوامر تعاكس كل ما ورد في ورقة وزير الخارجية الأميركي من شروط.
وحدّثنا (ريشار لابفيير) أيضاً عن قرار أميركي - فرنسي بإسقاط الرئيس بشار الأسد كان قد اتخذ خلال قمة النورماندي خريف عام 2003، وذكر في كتابه تفاصيل عن كلام الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) عن حتمية سقوط الرئيس بشار الأسد في حال انسحب الجيش السوري من لبنان، وكان هذا خلال عشاء جمع الرئيسين  (جاك شيراك) و(جورج بوش) على هامش القمة المذكورة.
أنتجت قمة النورمندي عام 2003 حلفا فرنسيا أميركيا ضد سورية والمقاومة في المنطقة، تمخض عن القرار الدولي 1559 الذي بقي حبراً على ورق حتى حصول عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتشكل رافعة لتنفيذ هذا القرار بجانبه السوري، مما أدى إلى انسحاب سريع للجيش العربي السوري من لبنان. كما أنتج هذا القرار محورين سياسيين في لبنان وسورية أوكلت إليهما مهمة تنفيذه سياسيا على الأرض.

شكل في لبنان تحالف ما كان يسمى بقوى 14 آذار، وفي سورية شكل تحالف سمي "ربيع دمشق" ومن ثم  أطلق عليه اسم "إعلان دمشق"، فضلا عن تحالف آخر، فرض بقوة الدفع الأميركية - الفرنسية رغم غرابته، بين (عبد الحليم خدام) وجماعة الأخوان المسلمين في سورية تحت ما كان يسمى جبهة الخلاص.
في تلك الأعوام ظهرت أسماء مغمورة وأخرى معروفة جمعها التأييد للمشروع الأميركي في المنطقة والمتعطش لإسقاط سورية ونظامها، رغم أن العديد من هؤلاء كان من عتاة منظري الشيوعية وقياداتها في سورية ولبنان.
في أحداث درعا وتوابعها في سورية حاليا عادت الوجوه نفسها والأسماء ذاتها للظهور في المقدمة محتلة صدارة شاشة التلفزة، وفُتحت لها مقرات الصحافة والإعلام في الغرب، وفي فرنسا على وجه التحديد، كما تشهد مدن الغرب هذه الأيام.
في سنوات (بوش) و(شيراك) ظهر (أنس العبدة) الذي أنشئت له واشنطن قناة (بردى)، وهو اليوم عاد  للظهور بعد فترة غياب. ثم هناك (عبد الرزاق عيد) الذي يدير "إعلان دمشق" في الخارج، ولكن هذه المرة ممثلاً بابنه.

هناك أيضا جماعة (عبد الحليم خدام) وجماعة (رفعت الأسد)، وبعض هؤلاء كان من المحيطين بـ (محمد زهير الصديق) وقد عادوا كلهم إلى الظهور في وسط هذه المعمعة، وضاقت بهم ساحات العاصمة الفرنسية من جديد، ولم تتسع منتديات الإعلام والصحافة فيها إلا لهم، فنظموا مؤتمراً في نادي الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، واستقبلتهم وسائل الإعلام الفرنسية كما كانت تفعل أيام (شيراك).

وخلال الأحداث الأخيرة كان لجماعة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية (سعد الحريري) دور كبير وإن كان مخفيا، وكان موقع المنار قد نشر تقريراً عن عودة اتصالات بين مقربين من (الحريري) وجماعة "إعلان دمشق" بعد فترة انقطاع، وكان هذا قبل اندلاع الأحداث بدرعا بعشرة أيام.

خلال سنوات الرئيس (بوش) كان لـ (بندر بن سلطان) دور، ولما يسمى بمحور الاعتدال بقيادة مبارك دور في السعي لإسقاط الأسد، واليوم يعود بقايا هؤلاء للظهور واللعب، ولكن هذه المرة من دون (حسني مبارك).

عاد المحور نفسه ليلعب اليوم بالأمن السوري عبر عروض للتسليح وإرسال هواتف ثريا وشرائح  هواتف إماراتية وأردنية وتعليمات بالهاتف كانت توجه لناشطين على الأرض في عملية كادت تكون مكتملة، سوف نروي تفاصيل مثيرة عنها في الأيام القليلة القادمة.