خلال سنوات الرئيس (بوش) كان لـ (بندر بن سلطان) دور، ولما يسمى بمحور الاعتدال بقيادة مبارك دور في السعي لإسقاط الأسد، واليوم يعود بقايا هؤلاء للظهور واللعب،

كتب نضال حمادة
الوجوه هي نفسها، والشخصيات هي ذاتها، والوسائل لم تتبدل. أما الرواية فتتغير حسب الظروف، وهنا تغيرت المصطلحات لتتلاقى مع حملة السقوط التي تلاحق أنظمة عربية طالما عرفت بولائها لأميركا ابتداء من نظام زين العابدين بن علي، مرورا بحسني مبارك، وانتهاء بالنظامين اليمني والبحريني.
الوجوه هي نفسها، والشخصيات هي ذاتها، والوسائل لم تتبدل. أما الرواية فتتغير حسب الظروف، وهنا تغيرت المصطلحات لتتلاقى مع حملة السقوط التي تلاحق أنظمة عربية طالما عرفت بولائها لأميركا ابتداء من نظام زين العابدين بن علي، مرورا بحسني مبارك، وانتهاء بالنظامين اليمني والبحريني.
هنا تبقى سورية ورئيسها الهدف الكبير، حاليا كما في السابق، للولايات المتحدة الأميركية وما تبقى من حلفائها الإقليميين. وعندما نتهم الولايات المتحدة وبقايا حلفائها في محور الإعتدال كما يسمى، فلأننا نشاهد حاليا في الواجهة نفس الوجوه التي شهدناها منذ سقوط بغداد عام 2003 وصدور القرار الدولي 1559 الذي أريد منه أن يكون استكمالا لعملية احتلال العراق وبناء هيكل الشرق الأوسط الجديد، كما أراده بوش والمحافظون الجدد.
في العام 2003 وبعد أسبوع على سقوط بغداد أتى وزير الخارجية الأميركي يومها (كولن باول) إلى دمشق واضعا أمام القيادة السورية جملة شروط، ومما قاله (باول) لـ (فاروق الشرع) ومن ثم للأسد إن الوضع الاستراتيجي تغير وأن الولايات المتحدة أصبحت محاذية لسورية، في إشارة إلى احتلال الجيش الأميركي للعراق. (باول) طرح ورقة من سبعة عشر شرطا قائلا للشرع، الذي استنكر طريقة التعاطي الأميركية الفظة، ليس هناك من تفاوض بين قوي وضعيف.

(ريشارد لابفيير) صاحب كتاب "القصة السرية للقرار 1559" كرر لنا الحديث ذاته عن شروط أميركية تبدأ بالعراق وتنتهي بفلسطين ولبنان. مصدر أردني روى لنا أيضا واقعة عن الرئيس بشار الأسد في لقاء مع شخصيات سياسية واجتماعية أردنية. ومما قاله الأسد للوفد إن (باول) اشترط تعاونا أمنيا في العراق، وطرد فصائل المقاومة الفلسطينية من دمشق، وقطع العلاقة مع المقاومة في لبنان. غير أنه فور خروج (باول) أصدر الأسد أوامر تعاكس كل ما ورد في ورقة وزير الخارجية الأميركي من شروط.
وحدّثنا (ريشار لابفيير) أيضاً عن قرار أميركي - فرنسي بإسقاط الرئيس بشار الأسد كان قد اتخذ خلال قمة النورماندي خريف عام 2003، وذكر في كتابه تفاصيل عن كلام الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) عن حتمية سقوط الرئيس بشار الأسد في حال انسحب الجيش السوري من لبنان، وكان هذا خلال عشاء جمع الرئيسين (جاك شيراك) و(جورج بوش) على هامش القمة المذكورة.


شكل في لبنان تحالف ما كان يسمى بقوى 14 آذار، وفي سورية شكل تحالف سمي "ربيع دمشق" ومن ثم أطلق عليه اسم "إعلان دمشق"، فضلا عن تحالف آخر، فرض بقوة الدفع الأميركية - الفرنسية رغم غرابته، بين (عبد الحليم خدام) وجماعة الأخوان المسلمين في سورية تحت ما كان يسمى جبهة الخلاص.

في أحداث درعا وتوابعها في سورية حاليا عادت الوجوه نفسها والأسماء ذاتها للظهور في المقدمة محتلة صدارة شاشة التلفزة، وفُتحت لها مقرات الصحافة والإعلام في الغرب، وفي فرنسا على وجه التحديد، كما تشهد مدن الغرب هذه الأيام.
في سنوات (بوش) و(شيراك) ظهر (أنس العبدة) الذي أنشئت له واشنطن قناة (بردى)، وهو اليوم عاد للظهور بعد فترة غياب. ثم هناك (عبد الرزاق عيد) الذي يدير "إعلان دمشق" في الخارج، ولكن هذه المرة ممثلاً بابنه.
هناك أيضا جماعة (عبد الحليم خدام) وجماعة (رفعت الأسد)، وبعض هؤلاء كان من المحيطين بـ (محمد زهير الصديق) وقد عادوا كلهم إلى الظهور في وسط هذه المعمعة، وضاقت بهم ساحات العاصمة الفرنسية من جديد، ولم تتسع منتديات الإعلام والصحافة فيها إلا لهم، فنظموا مؤتمراً في نادي الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، واستقبلتهم وسائل الإعلام الفرنسية كما كانت تفعل أيام (شيراك).
هناك أيضا جماعة (عبد الحليم خدام) وجماعة (رفعت الأسد)، وبعض هؤلاء كان من المحيطين بـ (محمد زهير الصديق) وقد عادوا كلهم إلى الظهور في وسط هذه المعمعة، وضاقت بهم ساحات العاصمة الفرنسية من جديد، ولم تتسع منتديات الإعلام والصحافة فيها إلا لهم، فنظموا مؤتمراً في نادي الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، واستقبلتهم وسائل الإعلام الفرنسية كما كانت تفعل أيام (شيراك).


خلال سنوات الرئيس (بوش) كان لـ (بندر بن سلطان) دور، ولما يسمى بمحور الاعتدال بقيادة مبارك دور في السعي لإسقاط الأسد، واليوم يعود بقايا هؤلاء للظهور واللعب، ولكن هذه المرة من دون (حسني مبارك).

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق